كلمة وزير السياحة والصناعة التقليدية السيد ياسين حمادي بمناسبة حفل اختتام السنة التكوينية في المعهدين الوطنيين للسياحة والفندقة تيزي وزو وبوسعادة

بسم الله الرحمن الرحيم
 بسعادة غامرة وقلب مفعم بالفرح والسرور أطأ مدينة الزيتون وعاصمة جرجرة الجميلة جمال قلوب أهلها الأبطال وطبيعتها الخلابة التي سلبت أفئدة الكتاب والشعراء ، الذين كان لهم شرف زيارتها والتمتع بما جادت به يد الخالق فيها من إبداع.
 
وسعادتي تزدان بهذه المناسبة السعيدة التي أتشرف بحضورها للمشاركة في حفل اختتام السنة التكوينية في السياحة للمعهد الوطني للفندقة والسياحة، تيزي وزو، والمعهد الوطني للفندقة والسياحة بوسعادة، وهي المناسبة التي ينتظرها كل مثابر ويتوق إلى الاحتفال بها ، نظير جهوده المبذولة طيلة مساره التكويني ليفتخر بتخرجه وتتويجه.
 
كما أنها مناسبة غالية على الطاقمين الإداري والبيداغوجي على السواء ليسعدوا بنتائج أعمالهم في تفوق أبنائنا ونجاحهم.
 
وعليه، وإذ أتوجه للمتفوقات والمتفوقين بأخلص عبارات التهاني والتبريكات على نجاحهم المشرف، فإني أتوجه كذلك للمؤطرات والمؤطرين من أساتذة وإداريين بالشكر الجزيل على جهدهم وكدهم وحرصهم من أجل تحصيل علمي جاد، دافعهم في ذلك ضمان تكوين نوعي يضمن للشباب الجزائري ولوج الحياة المهنية بكل جدارة واقتدار.
 
أيتها السيدات أيها السادة،
 
لقد دخل القطاع السياحي مرحلة جديدة في الجزائر وأصبح يحتل الصدارة في اهتمامات الحكومة من حيث البرامج المسطرة لتطويره والرقي به إلى مصاف القطاعات الاقتصادية الأساسية في البلاد التي تجلب الثروة وتساهم بشكل فعال في الدخل الوطني، وذلك من خلال تفعيل جميع الآليات والخطط التي تدفعه إلى أداء دوره المنوط به في توفير فرص التشغيل ودفع وتيرة التنمية والنمو وتحقيق الاقلاع الاقتصادي المنشود.
 
لقد أدركت الدولة أن الاستثمارات المادية لن تؤتي اكلها مهما كبر حجمها وبلغت نفقاتها ومهما حشدت من تكنولوجيا، دون يد عاملة ماهرة قادرة على رفع تحديات جودة الخدمات، ولن يتم توفير ذلك الا من خلال عصرنة برامج التكوين وادخال مقاييس جديدة، وتكوين المكونين، وتحديث الادوات البيداغوجية، وتعزيز الجوانب التطبيقية من خلال تطوير الشراكات المهنية مع المؤسسات الفندقية والسياحية. 
 
وعلى هذا الأساس فقد أولت وزارة السياحة والصناعة التقليدية اهمية خاصة للتكوين وتوفير المهارات والكفاءات القادرة على تطوير القدرة التنافسية للمؤسسات الاقتصادية الناشطة في قطاع السياحة، وذلك من خلال المخطط التوجيهي للتهيئة السياحية الذي أدرج التكوين ضمن أولوياته لتكريس مخطط جودة الخدمات السياحية من جهة وتزويد المؤسسات الفندقية بإطارات ويد عاملة متخصصة تستجيب لمقتضيات السياحة العصرية ولمعايير الامتياز المعمول بها عالميا من جهة أخرى.
 
كما أن الشراكة مع القطاعات ذات الصلة نالت حظا أوفر في برامج التكوين المرصودة، خاصة منها تلك المبرمة مع وزارة التكوين والتعليم المهنيين، والتي تعتبر ذات بعد استراتيجي لما تضمنه من تكوين نوعي في مختلف التخصصات الفندقية والسياحية يتقارب والمعايير الدولية.
أيتها السيدات أيها السادة،
 
يعتبر معهدا تيزي وزو وبوسعادة مفخرة للقطاع السياحي فهما قصة نجاح، سطرها بجهودهم المستمرة اساتذتهما والإدارة والمتربصين الذين تعاقبوا على هذين الصرحين منذ سنوات عديدة. لقد أصبحت سمعة المعهدين في كل ارجاء الوطن، بل بلغت آفاقا خارجه بفضل أبنائهما من المتربصين الذين أحسنوا اثبات جدارتهم أينما حلوا او اشتغلوا. 
 
لقد عملنا هذه السنة على توسيع قدرات المعهدين في استيعاب الطلب الاجتماعي على مقاعد التكوين في الفندقة والسياحة، ففتحنا ملحقة تلمسان التابعة لمعهد تيزي وزو بقدرة 40 مقعدا بيداغوجيا. وبالمثل، استطعنا بمساعدة من السلطات المحلية لولاية ورقلة من فتح ملحقة لمعهد بوسعادة بعدد مقاعد يساوي 40 مقعدا بيداغوجيا.
 
تبين الاحصائيات ان معهد تيزي وزو قد خرّج 50 دفعة، بينما ساهم معهد بوسعادة في تخريج 48 دفعة. وقد بلغ عدد المتربصين المتخرجين من المعهدين منذ تأسيسهما 9200 متربصا، تبلغ حصة كل واحد منهما النصف تقريبا.
 
وقد بلغ عدد المتخرجين من معهد تيزي وزو هذه السنة 178 متخرجا، في حين بلغ غدد الناجحين المتخرجين من معهد بوسعادة 112 متربصا. وكل هؤلاء موارد بشرية تزود المؤسسات الفندقية والسياحية باليد العاملة الماهرة المدربة.
 
ايها السادة، ايتها السيدات،
 
تتسارع الخطى الى التحول نحو اقتصاد المعرفة في خلق الثروة وتنميتها، مما يعني التركيز بشكل كبير على المعرفة والأفكار والتقنيات المتطورة لزيادة استغلالها، ولمواجهة تحديات قطاع السياحة ومواكبة تطلعات فاعليه.
 
ومع التطور السريع لاقتصاد المعرفة أصبح رأس المال البشري مورداً رئيسياً لخلق القيمة، وأحد أهم الأصول الداخلية في شركات السياحة لأنه يمثل مصدر الابتكار والتجديد الاستراتيجي، وأن تميز هذا المصدر هو الذي سيحدد سرعة ونجاح التحول نحو اقتصاد المعرفة، لذا يجب دعم رأس المال البشري وتطويره وزيادة الاستثمار فيه ليظل قادراً على المنافسة.
 
لذلك كله، سنعمل في خططنا اللاحقة على تطوير البرامج والشراكات مع مختلف الفاعلين في السياحة ومؤسسات التكوين للرفع من كفاءة التكوين المهني السياحي لخلق كادر بشري قادر على المنافسة في سوق الشغل المحلية. 
 
ونحن اذ نفعل ذلك فنحن متأكدون من عوائد الاستثمار في الرأسمال البشري، الذي سيؤدي ولا ريب إلى العديد من المزايا، منها زيادة القدرات الإبداعية في الشركات السياحية، تحسين الإنتاجية، السرعة والمرونة، تقليل التكاليف، تعزيز القدرة التنافسية. 
 
أيتها السيدات أيها السادة،
 
في الاخير، لا يسعني الا ان اجدد التهنئة للمتوفقين والمتفوقات من ابنائنا المتربصين بمعهدي تيزي وزو وبوسعادة وملحقتيهما. واجدد امتناني للطواقم الادارية والبيداغوجية التي كانت عينا ساهرة على حسن سير الدروس طيلة هذه السنة التكوينية.
 
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.