كلمة وزير السياحة والصناعة التقليدية   

الانطلاق الرسمي لموسم الاصطياف 2022 من ولاية مستغانم  

2022/06/18

بسم الله الرحمن الرحيم    

 والصلاة و السلام على سيدنا محمد و على اَله و صحبه أجمعين

 السيدات و السادة الحضور الكريم ،  السلام عليكم و رحمة الله و بركاته

 انه لشرف عظيم لي اليوم ، و أنا بولاية مستغانم في إطار الإشراف الرسمي على  انطلاق موسم الاصطياف لعام 2022 ، أن اشكر كل السلطات المحلية لهذه الولاية المضيافة  و على رأسها السيد الوالي على ما لاقيناه من حسن استقبال و من كرم الضيافة ، و لعلي     استهل كلمتي هذه بالتذكير بما تعرض له قطاع السياحة عبر العالم في السنتين الأخيرتين جراء وباء كورونا، و ما أحدثته هذه الجائحة من انعكاسات على اقتصاديات العالم، و من آثار سلبية على الصحة النفسية للمواطن ، وباء لم نكن نتوقعه و لم نحسب له حسابا، و لم نكن نملك صيغة القضاء عليه ، و رغم ذلك فالكل منا يتذكر تلك الالتزامات التي قطعها السيد رئيس الجمهورية على نفسه في خطاباته الموجهة للأمة آنذاك ، و التي بقدر ما حملته من ثقة و تبصر و عزم على تجاوز هذه المحنة بأقل الأضرار الممكنة ، فقد كانت قرارات السيد الرئيس باعث أمل و محفز للنهوض من جديد ، و لذلك فان كل أملي هو ان إعادة الحياة السياحية لمرافقنا اليوم يجب أن تكون وثبة انطلاق جديدة ، حقيقية و جادة ، نحدد من خلالها نقاط ضعفنا فنعالجها و نقاط قوتنا فنثمنها ، و نتفادى فيها سلبيات السياسات السابقة ، و نتطلع من خلالها لتحقيق أحسن تصور لهذا الحدث السياحي الذي نحن على أبوابه ، تصور يليق بمكانة و صورة الجزائر الحقيقيتين ، " الجزائر الجديدة " ، و لعلي من هذا المقام بالذات أتوجه بصفة المتعاملين الاقتصاديين و المستثمرين و كل الفاعلين في الحقل السياحي و في مجال الصناعات التقليدية لأقول لكم ، على قدر ما نحن في الاستماع الى انشغالاتكم و مرافقتكم في كل ما تطلبونه و تأملون منا مساعدتكم ، فإن للمواطن و للعائلة الجزائرية  كامل الحق في مطالبتكم بالمرافق السياحية التي تستجيب لتطلعاته و تلبي رغباته و في الخدمة الراقية و المناسبة التي تراعي ظروفه سواء كانت العائلية أو المالية ، فالمسألة اليوم بعيدة كل البعد عن الربح المادي ، بقدر ما هي قضية ربح ثقة المواطن في مقدرات بلده السياحية ، و معركة ربح ثقة المواطن الجزائري مهمة جدا فقد أثبتت التجارب أن المواطن الجزائري هو عامل ازدهار و نجاح لسياسات سياحية لبلدان كثيرة ، و صدقوني أن ربح هذه الثقة هي أهم مقومات معادلة نجاحكم و نجاح مشاريعكم و استثماراتكم السياحية ، فلا تستهينوا به و بمتطلباته فهو لغاية اليوم معركة و مبتغى و غاية مستثمرين أجانب كثر كما لا تستهينوا أيضا بالسائح الأجنبي فهو يقصد الجزائر لما سمعه عنها و عن أهلها من كرم وجود و حسن ضيافة و امن و سلام و تسامح .

ان موسم الاصطياف الذي نحن بصدد إعلان انطلاقه اليوم لا يعني الشاطئ او الفندق او المخيم فحسب فانه السانحة أيضا للترويج لمقوماتنا السياحية سواءا كانت جبلية ، حموية ، دينية او حتى الصحراوية بالاستعانة بتقريب موروثنا و مقدراتنا السياحية و الثقافية و الفنية للزبون في كل أشكالها الترويجية .

كما ان احتضان الجزائر بعد ايام قلائل لالعاب البحر الأبيض المتوسط في طبعتها التاسعة عشر في الباهية وهران ، لسانحة في حد ذاتها ستبرز من خلالها لضيوفنا ما تملكه الجزائر ،

و ما تتوفر عليه من إمكانات لا تضاهي و من مقومات سياحية حبى الله بها بلادنا سواءا كانت جغرافية أو مناخية رائعة أو أثار و معالم شاهدة على تاريخنا العريق التي يتوق لرؤيته  العديد من الأجناس و الأمم و التواقين للجزائر ، وكذا كل ما تجود به أنامل الحرفيين في

 

الصناعة التقليدية ، الشيئ الذي يدفعني لأقول " إننا عازمون بإذن الله عز و جل على ربح معركة الارتقاء بسياحة بلادنا للمكانة المنوطة بها لتكون معولا حقيقيا و رئيسيا في تنمية البلاد ، وهذا لن يتأتى إلا بتظافر جهود الجميع ، متعاملين اقتصاديين ، مستثمرين ، سلطات محلية و مركزية و كافة فعاليات المجتمع المدني ، بل و حتى المواطن البسيط المحافظ على عاداته و تقاليده و المعروف بكرمه و جوده و نبل خصاله و بحسن ضيافته ، كل هذا لإعطاء الصورة الحقيقية للجزائر البلد القارة ، و ابهروا كل المواهب و القدرات التي تتمازج فيها جميع ألوان الطيف الطبيعية من الجنان الخضراء شمالا إلى الصحاري الا'سرة جنوبا .

 

و في الختام و من هنا من مستغانم عروس الغرب الجزائري لؤلؤة البحر الابيض المتوسط و حتى ان لا يتسع المقام كي استفيض فيما يخالني من غزير الأفكار حول السياحة في بلادنا و ما تعتزم الدولة مباشرته من خطط و برامج كما أوعز بذلك السيد رئيس الجمهورية في برنامجه، اسمحولي ان اغتنم تواجدي معكم في هذه الولاية المضيافة لأؤكد على ضرورة تكاثف جهودنا جميعا من اجل إنجاح موسم الاصطياف لهذا العام ، الذي اردناه ان يكون جزائريا بكل ما تحمله الوطنية من شغف الهوى لهذا الوطن المفدى ، خلي صيفك جزائري.

 

و أعلن رسميا على انطلاق موسم الاصطياف لعام 2022 ، متمنيا لكل المواطنات و المواطنين و كل ضيوفنا الاكارم من الدول الشقيقة و الصديقة عطلة سعيدة و إقامة ممتعة ، و السلام عليكم و رحمة الله و بركاته