كلمة وزير السياحة والصناعة التقليدية السيد ياسين حمادي بمناسبة مراسم افتتاح الطبعة السادسة عشر لعيد الحلي التقليدي ببني يني

2022/07/28

بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه إلى يوم الدين
تغمرني السعادة وأنا أشارك قاطنة " آث يني" بهجتهم وسرورهم بالعيد السنوي للفضة، هذا العيد الذي أصبح تقليدا تتوارثه الأجيال جيلا بعد جيل ليس وليد الصدفة، بل هو تقليد نابع من حضارة ساكنة هذه الربوة الجميلة التي أسرت أفئدة الزائرين من كل حدب وصوب، وأصبحت قبلة لمهنيات ومهنيي الفضة ومحبيها للمشاركة في هذا المهرجان السنوي احتفاءً بالحلي التي اعتادتها المرأة الأمازيغية في زينتها منذ عقودٍ خلت.
لقد ارتبط اسم " بني يني" ارتباطا وثيقا بالحلي الفضية، لأن أهلها صمدوا وحافظوا على هذا الإرث الثقافي الفريد، وأبو أن يتخلوا عما يميز هويتهم رغم موجات الحداثة والتطور التي عرفتها المرأة في كافة مناحي الحياة.
 
فلقد كانت الحلي الفضية ملاذ المرأة الأمازيغية في التجمل والزينة، كما أن لها بعدًا رمزيا ووظيفة اجتماعية بارتباطها الوثيق بهوية المرأة الأمازيغية، إذ يعتبر امتلاك المرأة الحلي الفضية وتضمينها ضمن جهاز العروس من الضروريات البديهية التي لا يمكن التخلي عنها.
 
إن " عيد الفضة" من الفعاليات الوطنية الكبرى، حيث نجحت هذه التظاهرة التي انطلقت سنة 1994 كعيد محلي في لم شمل الحرفيات والحرفيين وصناع الحلي من كامل القطر الوطني بعد أن تم ترسيمها سنة 2004 كتظاهرة وطنية، وأصبحت إذ ذاك تجمعا وطنيا لتبادل الخبرات وفرصة حقيقية للناشطات والناشطين في الحلي التقليدية لتبادل المهارات والمعارف وتسويق منتوجاتهم.
 
أيتها السيدات،
أيها السادة،
 
يعود إلينا هذا العيد بعدما عادت الحياة تدب في عروق كافة قطاعات النشاط التي أنهكها وباء كورونا طيلة حولين كاملين، حيث تعود الطبعة الأخيرة لعام 2018 وهي الطبعة الخامسة عشر.
وإننا إذ نسعد بعودة الحياة إلى طبيعتها، فإننا نفخر ونعتز باستئناف الاحتفال بهذا العيد من جديد في طبعته السادسة عشر، والذي يشهد هذه المرة مشاركة 20 ولاية بـ 37 حرفية وحرفي، ومن "بني يني" وحدها 89 حرفية وحرفي، وهو رقم يدل على مكانة هذه الحرفة العريقة في قلوب أهل " آث يني " الأفاضل.
إن " عيد الفضة " هذا الذي نشهده اليوم، هو فرصة حقيقية للترويج للموروث الثقافي الجزائري، والصناعة التقليدية الجزائرية المتميزة، هذا التميز الذي لم يأت من العدم، بل جاء نتيجة لإبداع أنامل الحرفيات والحرفيين في نشاط الحلي التقليدية وكذلك من خلال برامج المرافقة والتكوين والترويج وضمان ديمومة مشاركة الحرفيين في التظاهرات الترقوية من معارض وصالونات التي تنظمها وزارة السياحة والصناعة التقليدية سنويا، وذلك تنفيذا لمخطط عمل الحكومة الذي أعطى اهتماما بالغا للصناعة التقليدية بإدراجها ضمن محاور التجديد الاقتصادي، تجسيدا لالتزامات رئيس الجمهورية السيد عبد المجيد تبون في النهوض بقطاع السياحة والصناعة التقليدية وجعله قطاعا اقتصاديا بامتياز. 
وفي هذا السياق حرصنا كل الحرص على الاهتمام بالصناعة التقليدية، وذلك من خلال حمايتها والحفاظ عليها وتكثيف برامج تنظيم المعارض وغرس ثقافة المقاولاتية في الوسط الحرفي لاسيما المرأة الحرفية، وكذا استعمال تقنيات التكنولوجيات الحديثة في مجال التسويق وحتى التصدير. 
وفي الأخير أتوجه إليكم بأحر التهاني وأصدق التمنيات بهذه المناسبة السعيدة، وأعلن رسميا عن افتتاح الطبعة السادسة عشر " لعيد الفضة".
أشكركم على كرم الاصغاء
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.